المفعول المطلق | تعريفه، وأنواعه، وأحكامه، وأسراره البلاغية

المفعول المطلق: تعريفه، وأنواعه، وأحكامه

المفعول المطلق | تعريفه، وأنواعه، وأحكامه، وأسراره البلاغية
المفعول المطلق | تعريفه، وأنواعه، وأحكامه، وأسراره البلاغية


يعد المفعول المطلق أحد أهم أبواب النحو العربي، وهو باب واسع وشائك، وله العديد من التطبيقات والأسرار البلاغية التي تزخر بها نصوص اللغة العربية، من شعر ونثر، قديمًا وحديثًا. وفي هذا المقال، سنخوض في غمار هذا الموضوع الشيق، مستكشفين معًا كل ما يتعلق بالمفعول المطلق، من تعريف وأنواع وأحكام، بالإضافة إلى كشف الستار عن بعض أسراره البلاغية الرائعة.


ما هو المفعَل المطلق؟

المفعول المطلق في اللغة العربية هو اسم منصوب يُذكر لفعلٍ لبيان نوعه أو عدده أو تأكيد معناه، ويُشتق المفعول المطلق من نفس فعل العامل فيه، ويُسمى هذا الفعل "فعل المفعول المطلق"، ويشترط في فعل المفعول المطلق أن يكون متعديًا (أي أن الفعل يحتاج إلى مفعول به لإتمام معناه).

وعلى سبيل المثال، في الجملة "أكلتُ أكلاً"، كلمة "أكلاً" هنا هي المفعول المطلق، وهي مشتقة من الفعل "أكلتُ"، وهو فعل متعدٍ يحتاج إلى مفعول به.


شاهد ايضا: المعرب والمبني | ركنا النحو العربي وأساس فهم اللغة

أنواع المفعول المطلق

ينقسم المفعول المطلق إلى عدة أنواع، وهي:

1. مفعول مطلق مؤكد: وهذا النوع يؤكد معنى فعل العامل، مثل: "نجح نجاحًا"، فكلمة "نجاحًا" هنا تؤكد معنى الفعل "نجح".

2. مفعول مطلق مبيِّن للنوع: وهذا النوع يبين نوع الفعل، مثل: "جلستُ جلسةَ القرفصاءِ"، فكلمة "جلسةَ القرفصاءِ" تبيّن نوع الجلسة التي تشير إليها.

3. مفعول مطلق مبيِّن للعدد: وهذا النوع يبين عدد مرات حدوث الفعل، مثل: "هزم الفريقُ خصمَه هزيمتين"، فكلمة "هزيمتين" تبيّن عدد مرات الهزيمة.

4. مفعول مطلق مبيِّن للحال أو الهيئة: وهذا النوع يصف الحال أو الهيئة التي كان عليها الفاعل أثناء حدوث الفعل، مثل: "خرج خروجَ الأسدِ"، فكلمة "خروجَ الأسدِ" تصف هيئة الخروج بالقوة والشجاعة.


أحكام المفعول المطلق

هناك عدة أحكام وقواعد تتعلق بالمفعول المطلق، ومنها:

1. الإعراب: المفعول المطلق يكون دائمًا منصوبًا، ويُعرب حسب موقعه في الجملة، فإذا كان مضافًا يُعرب مضافًا، وإذا كان شبيهًا بالمضاف يُعرب شبيهًا بالمضاف، وهكذا.

2. حذف العامل: في بعض الأحيان، قد يحذف فعل المفعول المطلق، وعندها يجب أن يُذكر دليل على هذا الحذف، مثل: "أشهدُ باللهِ قد فعلتُ ذلكَ فعلاً"، فهنا "فعلاً" مفعول مطلق، وفعلها محذوف دل عليه السياق.

3. تعدد المفعول المطلق: يمكن أن يتعدد المفعول المطلق للفعل الواحد، مثل: "أكلتُ أكلاً وشربًا"، فكلمتا "أكلاً" و"شربًا" مفعولان مطلقان لفعل "أكلتُ".

4. إضافة المفعول المطلق: يمكن إضافة المفعول المطلق إلى فاعل فعله، مثل: "أكلتُ أكلَكَ"، أو إلى مفعول به، مثل: "أكلتُ أكلَ التفاحِ"، أو إلى مصدر الفعل نفسه، مثل: "أكلتُ أكلَ الأكلِ".

شاهد ايضا: الأسلوب الخبري | دليلك الشامل لفهم واستخدام هذا الأسلوب البلاغي المؤثر

أسرار بلاغية للمفعول المطلق

يحمل المفعول المطلق في طياته العديد من الأسرار البلاغية التي تزيد من جمال النص وقوته التعبيرية. ومن هذه الأسرار:

1. التأكيد: يستخدم المفعول المطلق للتأكيد على حدوث الفعل، مثل: "نجحتُ نجاحًا باهرًا"، فكلمة "نجاحًا" هنا تؤكد على حدوث الفعل "نجحتُ" بقوة.

2. التوضيح: قد يوضح المفعول المطلق نوع الفعل أو عدد مرات حدوثه أو الحال التي كان عليها الفاعل أثناء الفعل، كما ذكرنا في أنواع المفعول المطلق.

3. التخصيص: يمكن أن يخصص المفعول المطلق الفعل بصفة معينة، مثل: "أكلتُ أكلَ الجائعِ"، فكلمة "أكلَ الجائعِ" تخصيص لأكلٍ شديدٍ بسبب الجوع.

4. التفصيل: في بعض الأحيان، قد يأتي المفعول المطلق ليفصّل في أمرٍ ما، مثل: "أكلتُ أكلَ من لم يأكلْ من يومين"، فهنا "أكلَ من لم يأكلْ من يومين" تفصيل لنوع الأكل وشدة الجوع.

5. التعليل: يمكن أن يذكر المفعول المطلق لبيان علة حدوث الفعل، مثل: "أكلتُ أكلَ الجائعِ"، فكلمة "أكلَ الجائعِ" هنا تبيّن علة الأكل الشديد.

6. التبرير: قد يستخدم المفعول المطلق لتبرير فعلٍ ما، مثل: "أكلتُ أكلَ من لم يأكلْ من يومين، فلا تلومني"، فهنا "أكلَ من لم يأكلْ من يومين" تبرير للأكل الشديد.


خاتمة

بعد هذا الاستكشاف الواسع، نجد أن المفعول المطلق هو أحد أهم أبواب النحو العربي، وأكثرها ثراءً من الناحية البلاغية. فهو لا يقتصر على كونه جزءًا من تركيب الجملة، بل يحمل في طياته العديد من الوظائف البلاغية التي تزيد من قوة النص وجماله. وبتعمقنا في فهم المفعول المطلق، ندرك مدى سعة اللغة العربية وثرائها، وقدرتها على التعبير عن أدق المعاني وأعمقها.

تعليقات